في حملاته الانتخابية ركّز الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب وأكد على " امريكا أولاً " الرئيس السابع والاربعين حول الانتخابات الى اعصار أحمر ضرب أميركا . فهو الذي تعرض لمحاكمات وملاحقات قضائية ومحاولات اغتيال ، تحقق له ولحزبه هذه الانتصارات التاريخية ، أضحى رئيس القوة الأكبر في العالم بصلاحيات كاملة ، وحد أدنى من القيود التشريعية حيث فاز بالاصوات الشعبية واصوات "المجتمع الانتخابي" ومعظم
القضاة في المحكمة العليا. واغلبية مجلس الشيوخ والنواب للحزب الجمهوري .
وعليه قد يصبح ترامب حاكماً كامل الصلاحيات يستطيع شن الحروب وارسال الجيوش وتطبيق العقوبات الدولية وتعيين من يريد من وزراء وقيادات أمنية وعسكرية .. ،ويأتي السؤال ماذا بعد؟
حرب غزة ولبنان.. الشرق الأوسط بين تحديات إعادة الإعمار وأخطار سباقات التسلح وأزمة الميليشيات والفصائل المسلحة المنتشرة في بعض مناطق الاقليم والعالم ، الحرب في اوكرانيا والتوترات في بحر الصين والملف النووي الايراني .
ما هي انعكاسات "الهيمنة الثلاثية " للجمهوريين على السياسة الأمريكية داخليًا وخارجيًا؟
أصدقاء وأعداء ترامب مثل نتنياهو وأوربان، زيلينسكي وماكرون... كلهم سارعوا الى تهنئته بوصف "العودة التاريخية"، وكذلك ارسل برقيات تهنئة كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان ورئيس الامارات العربية المتحدة والرئيس المصري وامير الكويت .. و رئيس وزراء العراق
السوداني مؤكداً التزام العراق الثابت بتعزيز العلاقات الثنائية وأن تكون هذه المرحلة الجديدة لتعميق التعاون في مجالات متعددة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة .
وتأتي إقالة نتنياهو لوزير دفاعه جالانت قبل يوم من الانتخابات الامريكية مع الإبقاء على رئيس الأركان ، مؤشراً على أن الخلاف السياسى هو سبب الإقالة ، وبالتالي قد يكون المسار السياسي للكيان الصهيوني هو التشدد اليميني المتطرف والذي من شأنه أن يُبقي المنطقة على فوهة بركان .
في برنامج ترامب الانتخابي دعم للسلام ووقف الحروب فهل سنشهد على المدى القريب والمتوسط ، البدء بعودة الاستقرار في المنطقة ، حيث رهانه دعم الاقتصاد الامريكي عبر تغيير كبير في مصالح وخطوط التجارة والطاقة في العالم ، باعتباره رجل الصفقات للحد من مناطق النزاع والصراع ووقف نزيف المساعدات العسكرية والمالية التي أثرت على الاقتصاد العالمي .
باعتقادي ؛ في الموضوع الفلسطيني لا يخفي ترامب دعمه لإسرائيل ، لكنه لن يستطيع إلاّ الدفع بحل الدولتين وعلى مبدأ عادل وبالتعاون الايجابي مع دول المنطقة.
الحرب الأوكرانية ستضع أوزارها على مبدأ التسويات والتي من خلالها سيتم إعطاء الحق للجمهوريات التي أنضمت لروسيا بحق تقرير المصير .
العلاقات بين أمريكا وروسيا ستتطور ببطء انعكاساً للسياسات التي ستنفذها الادارة الامريكية الجديدة
أوروبا والصين ، ستتعرض لمزيد من الضعوظات في اقتصادياتها على خلفية شعار ترامب " امريكا أولاً "
الخيارات في سورية متعددة ، وقد يكون تنفيذ القرار 2254 بطعم ونكهة سورية هو البداية ، والتوافق مع تركيا على جدول زمني للأنسحاب من الاراضي السورية لإعادة تطبيع العلاقات وفق المصالح المشتركة للبلدين ، مع لامركزية ادارية في المناطق التي ستنسحب منها وكذلك في مناطق شمال شرق سورية التي تسيطر عليها الادارة الذاتية ، حيث من المتوقع أن يُعيد ترامب نشر او سحب قواته من سورية بموجب الانفاقية الامنية مع العراق والتوافقات الاقليمية .
وسط كل هذه التغيرات ، يبدو أن معالم الشرق الاوسط على صفيح ساخن ، مما يتطلب منا الشروع في تحديد البوصلة وتجديد الاتجاهات .
قد يكون الحوار الوطني الشفاف وفق خارطة طريق ومبادىء فوق دستورية ، يشكل مخرجاً أكثر أماناً لمستقبلنا بمحاوره الثلاثة ( السياسي والاقتصادي والاجتماعي ) يشارك فيه جميع السوريين دون استثناء عدا التنظيمات المسلحة المتطرفة ، لوضع رؤى تساهم وتعزز الوحدة الوطنية وتحافظ على سوريتنا في ظل المتغيرات التي تعصف بالاقليم والعالم .
علينا استعادة صوتَ الحكماء والعقلاء والانسان والابداع في ظل ضياع الايديولوجيات واختلاف المصطلحات بين الوطنية والقومية والمذاهب والاثنيات ، لتجاوز شعورنا الذي يشبه الانتظار في محطة قطار أو مطار ..
هناك أمل وفرصة مواتية ، أن ننهض بالقدرات والكفاءات السورية التي تأخذ بالأسباب والنتائج ، وتعالج مواطن الخلل وتعيد الثقة في بناء سورية وتعافيها وعلاقتها مع دول العالم بالمرونة السياسية التي تحقق المصالح المشتركة والسيادة والاستقرار والامن والسلام لرفعة الشعب السوري ، وشعوب المنطقة والعالم .
ليفانت: مهندس باسل كويفي