من ناحية الشكل يمكننا ملاحظة الفارق بين ثلاثة أنماط متمايزة من الإسلاميين ، تعبر بتمايز لباسها عن طبيعتها وتباينها :
- اللباس التقليدي الخاص بعلماء الدين الجبة والعمامة ، الذقن تطلق أو تشذب .
- اللباس البدوي القديم الذي يعود لزمن الدعوة قميص قصير الإزار وشماخ ، مع إطلاق الذقن وقص الشوارب
- البدلة الحديثة الغربية كاملة مع إضافة علامة مميزة كالطربوش أو الطاقية الصغيرة ، مع الذقن الخفيفة والمشذبة.
النمط الأول : هو النمط الرسمي للإسلام السلفي التقليدي المقلد المرجئ الذي يتبع الحاكم أيا كان ولا يتدخل في السياسة ، وهذا النمط استمر كما هو في كل العصور وصولا للعصر الحديث بما فيه مرحلة الانتداب ومرحلة الديكتاتوريات القومية العسكرية ، وما يزال هذا النمط موجودا ولا يشترك بأي حركة سياسية ولكنه حكرا على مجموعة ما يسمون العلماء خريجي المدارس الدينية التي يشرف عليها السلطان ولا يرتدي زيها إلا من يتخرج منها ( معمم) ، دور هؤلاء إرشاد العامة وإمامتها ، ووظيفتهم السياسية محصورة في دعم وتأييد الحكام وترسيخ فكرة طاعته عند العامة والمصلين ( مشايخ السلطان )، فهم رجال متعيشون على الدين كوظيفة حكومية (ولا يعيشون به) ، منهم تتشكل دور الافتاء ومدارس الفقه ووزراء الأوقاف وأئمة المساجد ... وهؤلاء لا يتناقضوا مع أي نظام حكم لو كان ديموقراطيا أو احتلالا أجنبيا . فإسلامهم هو إسلام العبادات والاتباع والطاعة ، وجل نشاطهم في الوعظ الديني والعمل الخيري .
النمط الثاني : السلفي الأصولي ، ينتشر في البيئات الفقيرة والمحرومة والفاقدة لبنيانها الأهلي ، والعاجزة عن التحول للبنيان المدني ... ينكر هذا النمط وظيفة النمط الأول وينتقده بشدة ، ويعتبره تخليا عن وظيفة الدين السياسية ، لأنه يعتبر الإسلام منهجا متكاملا للحياة والسياسة والحكم ، كما كان بشكله الأصلي مطبقا في الماضي ، هذا التيار الأصولي السلفي يريد العودة للماضي بكل ما فيه، وتطبيق حرفي للسنة في زمن الصحابة ، و يؤمن بالخلافة كنظام حكم ويدعو لها ، ويعتبر الجهاد في سبيل ذلك واجب شرعي على كل مسلم كواجب الدفع ، و يعتبر كل ما هو محدث وجديد بدعة يجب ابطالها ، ويكفر كل من لا يقلد حرفيا ، ويكفر النظام السياسي الحديث مهما كان شكله، وكل سلطة تخرج عن منهجه يعتبرها
متابعة المزيد داخل الدراسة PDF