الإخوان المسلمين في سورية

قبل استقلال سوريا كان الإخوان مجرد مجموعات صغيرة ، ومع ذلك أرسلوا عددا من المتطوعين للجهاد في فلسطين تحت لواء الشيخ عز الدين القسام ( تسمي حماس الإخوانية حاليا جيشها باسمه في غزة) ، بعد الاستقلال شارك الإخوان السوريون في الحياة السياسية الديموقرطية التي لم تدم طويلا ، مصطفى السباعي ( أول مراقب عام لتنظيم الإخوان فرع سوريا ) ، خسر في منافسة الفوز بمقعد في البرلمان عن دمشق أمام رئيس الحزب الشيوعي الكردي الأصل خالد بكداش ، لكن سرعان ما كانت الانقلابات العسكرية تستولي على السلطة ، من دون أن تقمع الأحزاب السياسية ، وفي عام 1958 قررت مجموعة من الضباط النافذين ، وبعض الأحزاب السياسية في سوريا إعلان الوحدة مع مصر وتسليم السلطة للرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي صار زعيما قوميا بعد حرب السويس، الشيوعيون والإخوان رفضوا مشروع الوحدة ، عبد الناصر حظر نشاط كل الأحزاب قاطبة في سوريا كما فعل في مصر ، وفشلت الوحدة سريعا بعد سنتين فقط ( كانت الأسوأ على الشعب السوري منذ الاستقلال ) وانفصلت سوريا عن مصر ، بانقلاب عسكري قاده ما تبقى من ضباط يدينون بالولاء للمدن ، وحكمتها من جديد البرجوازية التقليدية المدينية لكن لفترة بسيطة ، أي حتى 8 آذار عام 1963 حيث قامت مجموعة من الضباط من أصول ريفية بانقلاب عسكري جديد ، تلا انقلابا مشابها حدث في العراق قبل شهر ، وطُهر الجيش السوري ممن تبقى من الضباط الذين يدينون بالولاء للمجتمع التقليدي المديني ، واختلف الانقلابيون الجدد فيما بينهم ، بعد أن أطاحوا بعدوهم (البرجوازي)، اختلفوا بين من يريد إعادة الوحدة مع مصر ، وبين من يرفض ذلك ، وحُسم الصراع داخل الجيش لصالح


متابعة المزيد داخل الدراسة PDF

شارك المقال

إقرأ أيضا

;

مركز ليفانت للبحوث والدراسات يتبع لمؤسسة إعلامية مستقلة التي تُبث أخبار يومية على شبكة الانترنت، وصحيفة مطبوعة تصدر من لندن وتوزع في العواصم الأوربية باللغتين العربية والإنكليزية.