لا بد من ملاحظة التوازي الزمني بين منحنى صعود الخطاب الشعبوي وردفائه من جحافل المتطرفين على المستوى الكوني، ومنحنى تصعد الليبرالية المستحدثة بشكلها البربري المتوحش بدءاً من ثمانينيات القرن المنصرم، والذي لما ينقطع تصاعداً حتى اللحظة الراهنة. وهو واقع يومي بشكل لا شواش فيه إلى الأسباب المستبطنة التي قادت إلى ذلك التحول، والتي تكمن أساساً في العملية المنظمة التي تصدر رأس حربتها ذلك النموذج الهمجي من الليبرالية المستحدثة لتصحير المجتمع من كل خيارات العمل الجمعي والتنظيم
والتفاعل والتآثر المجتمعي، عبر تحويل الإنسان من كائن اجتماعي بامتياز إلى محض عامل منتج لثروات الأقوياء، ومستهلك هلامي لا ضالة له في حياته العابرة على وجه البسيطة سوى استقبال ما يرده من إيماءات وإشارات وتعليمات عبر الإعلام بأشكاله التقليدية، وتلك المستحدثة منها على شاكلة شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وهو التحول المجتمعي البائس الذي تم توطيده ومأسسته في عموم أرجاء المعمورة من خلال العمل المنظم من قِبل الفئات المهيمنة على مصادر الثروة والسلطة والإعلام على المستوى الكوني لقوننة
تصعد الخطاب الشعبوي - دراسةPDF Embedder requires a url attribute
لتحميل الملف كاملاً : Download