يشكِّل التراث الشَّعبي أو (الفولكلور) مكوِّناً من مكوّنات الحضارة الإنسانية، ومقوّماً أساسياً من مقوّمات الهُويّة الوطنية لأيَّة أمّة من الأمم، إذ يمثِّل المنبر الذي يعبِّر عن مختلف الأنشطة المتعلِّقة بحياتها، ويدوِّن بحروفٌ مضيئة؛ أبجدية وجودها المتميِّز ﺑﻴﻦ الأمم ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ الإنسانية المختلفة.
ويُقصد بالتراث الشَّعبي: كلَّ ما خلَّفه الأجداد والآباء من مأثورات تضمُّ النتاجات الفكريّة والثقافيّة والفنيّة، بما فيها العادات والتقاليد والآداب والفنون المتوارثة جيلاً عن جيل، عن طريق الذاكرة الجمعية أو بالممارسة العملية، أكثر منه بالسجلّ المدوّن، وهو بذلك يُوصف بالمرآة التي تصوِّر حياة الشعب على حقيقتها، وتعكس تاريخه الإنساني المتجذِّر، وحصيلة نتاج مبدعيه وخبرات أفراده، وقد عرَّف المفكّر والباحث محمد أركون، التُراث الشَّعبي أو الفولكلور بأنه(1): “انعكاس للعمل البشري، وصورة للنشاط الإنساني في ميادين الفكر والعلم والآداب والفنون، وللحياة في تعدُّد مرافقها وتنوِّع مجالاتها”.
الأمثال-في-التراث-الشَّعبي-الجَزري (1)